مستجدات

مراجعة توقعات نسبة النمو لسنة 2018 في اتجاه الارتفاع إلى 3.6 في المائة بفضل الأداء المرضي للقطاعات غير الفلاحية والمحصول الفلاحي الجيد

18/07/2018
مراجعة توقعات نسبة النمو لسنة 2018 في اتجاه الارتفاع إلى 3.6 في المائة بفضل الأداء المرضي للقطاعات غير الفلاحية والمحصول الفلاحي الجيد

أعلن وزير الاقتصاد والمالية، السيد محمد بوسعيد، يوم الخميس 19 يوليوز بالرباط، عن مراجعة توقعات نسبة النمو لسنة 2018 في اتجاه الارتفاع من 3.2 إلى 3.6 في المائة بالنظر إلى الأداء المرضي للقطاعات غير الفلاحية وفي ظل محصول فلاحي جيد يتجاوز 100 مليون قنطار.

وأبرز السيد محمد بوسعيد في عرض قدمه حول حصيلة تنفيذ القانون المالي لسنة 2018 وآفاق إعداد القانون المالي برسم سنة 2019، أهم المؤشرات الاقتصادية الدولية والوطنية، التي تميزت بوجود تحسن مضطرد لآفاق النمو الاقتصادي العالمي مع انتعاش التجارة العالمية. غير أن هذا التحسن يبقى محفوفا بالمخاطر من بينها وجود النزاعات الحمائية وتشديد السياسات النقدية وتقلب أسعار النفط.

أما على المستوى الداخلي، فقد أشار السيد الوزير إلى وجود تسارع ملحوظ في نمو الأنشطة غير الفلاحية، مسجلا في هذا الصدد وجود أداء مرضي بهذه القطاعات باستثناء قطاع الأشغال العمومية. حيث شهد قطاع الصيد البحري تحسنا في النصف الأول من هذه السنة بنسبة 5.7 في المائة وقطاع الفوسفاط ب 6.4 في المائة، وسجل معدل استخدام الطاقة الإنتاجية على المستوى الصناعي استقرارا في حدود 62.4 في المائة، فيما سجل قطاع السياحة ارتفاعا على مستوى الوافدين ب11.8 في المائة وارتفعا في عدد ليالي المبيت ب10.7 في المائة إلى غاية نهاية أبريل 2018.

من جهته، سجلت القروض البنكية ارتفاعا نسبيا حيث ارتفعت ب 2.4 مليار درهم خلال 5 أشهر، بينما بلغ معدل التضخم 2.4 في المائة. وعلى مستوى التشغيل، وانطلاقا من المعطيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، أشار السيد محمد بوسعيد إلى إحداث 116 ألف منصب شغل مع انخفاض طفيف في معدل البطالة الذي انتقل من 10.7 إلى 10.5 في المائة، بين الفصل الأول من 2017 والفصل الأول من سنة 2018.

وقد سجل المجال الحضري نسبة مرتفعة بأزيد من 15.6 في المائة، كما أن بطالة الشباب وحاملي الشهادات ما تزال مرتفعة أيضا، مما يقتضي بذل مجهود على مستوى أولويات مشروع قانون مالية 2019.

وأشار السيد بوسعيد إلى أن الصادرات عرفت تطورا إيجابيا بنسبة 11.4 في المائة بما قيمته 140.2 مليار درهم، في حين ارتفعت الواردات ب9.9 في المائة ليسجل الميزان التجاري بذلك عجزا بلغ 100 مليار درهم.

كما أورد أيضا أن عائدات السياحة سجلت ارتفاعا ب15 في المائة (31 مليار درهم). وعرفت تحويلات مغاربة العالم بدورها ارتفاعا بنسبة 8.5 في المائة (32 مليار درهم)، فيما شهدت الاستثمارات الأجنبية تراجعا من 15 مليار درهم سنة 2017 إلى 10 ملايير درهم خلال هذه السنة.

وبالنسبة للاحتياطات من العملة الصعبة، فهي تناهز 5 أشهر و15 يوما، مسجلة بذلك انخفاضا مقارنة مع نهاية دجنبر 2017، كما أن عجز الحساب الجاري لميزان الأداءات سيبقى في حدود 4 في المائة رغم ارتفاع الفاتورة الطاقية.

وفي ضوء هذه المؤشرات، قدم السيد وزير الاقتصاد والمالية حصيلة تنفيذ قانون مالية 2018، متمثلة في ارتفاع المداخيل الجبائية ب785 مليون درهم وارتفاع النفقات المرتبطة بالأجور إلى 53 مليار درهم وكذا ارتفاع نفقات صندوق المقاصة حيث بلغت 8.2 مليار درهم، مع تراجع المداخيل غير الجبائية ب1.9 مليار درهم.

بالنسبة للاستثمار العمومي، ارتفعت نسبة الإصدار لتبلغ 31.7 مليار درهم، مما أدى إلى ارتفاع العجز ب 8 ملايير درهم، وهو ما يبرز الجهد العمومي المبذول.

وخلص السيد بوسعيد إلى أن المالية العمومية حافظت على توازناتها الكبرى رغم الإكراهات التي طبعت النصف الأول من هذه السنة، مبرزا أن سنة 2019 ستعرف استمرار ارتفاع عدد من النفقات على مستوى التسيير، وعلى مستوى التقاعد والتغطية الصحية (22 مليار درهم)، وعلى مستوى المجهود المتعلق بتنمية الأقاليم الجنوبية، وبرامج محاربة الفوارق المجالية. ويتعلق الأمر أيضا ببرامج التنمية المندمجة للمدن، والحوار الاجتماعي، إضافة إلى عدد من مشاريع الإصلاح الجارية.

وأكد السيد الوزير، في هذا الصدد، على الحاجة لتدقيق الأولويات وفق التوجيهات الملكية السامية والبرنامج الحكومي وأيضا التوجهات التي ستتم المصادقة عليها داخل المجلس الوزاري، مسجلا أن أفق قانون مالية 2019 سيركز على أولويات التعليم والصحة والتشغيل والحوار الاجتماعي، والأولويات المرتبطة بمواصلة الإصلاحات الكبرى والاستراتيجية القطاعية لتعزيز الثقة وتحفيز جهود الإقلاع الاقتصادي، والحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية طبقا لما ينص عليه الفصل 77 من الدستور.

وأشار السيد بوسعيد إلى أن سنة 2019 ستعرف إعمال مبدأ البرمجة المتعددة السنوات، حيث سيتم تقديم آفاق ثلاث سنوات بالنسبة للميزانية العامة.